مع بداية فصلي الدراسي الجامعي الأول، أتطرق معكم إلى مسألة هي من أكثر المسائل التي اسأل عنها، وهي من أكثر الأمور غموضًا بالنسبة لمستخدمي الإنترنت في العالم العربي خصوصًا. أخيرًا؛ نحل هذا اللغز، الذي لطالما أثار غضب الكثير من مستخدمي الإنترنت . " لماذا سرعة التحميل عندي تختلف عن سرعة الاشتراك"، السؤال الذي لا تجيبك عليه شركات الاتصالات عند مراسلتها عبر فيسبوك أو أين كان، نتطرق إليه ببساطة في السطور القادمة.
ما الفرق بين البايت والبت؟ Byte Vs. Bit
لن أتعمق كثيرًا في وحدات قياس سرعة الإنترنت وماهية طرق تعامل الحاسب مع البيانات، لكن يجب أن تعلم جيدًا هذه القاعدة:
كل 1 بايت (Byte) يساوي 8 بت (Bit)
وحدة قياس سرعة الإنترنت التي يستخدمها جهازك
الآن؛ لو سألتك ما هي سرعة التحميل لديك في المتصفح، في برامج التحميل الخارجية مثل EagleGet أو Internet Download Manager، في مواقع قياس سرعة الإنترنت، في التورنت (uTorrent)، أينما اتجهت داخل جهازك الكمبيوتر الذي تعمل عليه أو في جوالك ستقول لي 2 ميجابايت، 1.4 ميجابايت، 570 كيلوبايت، 320 كيلوبايت. بايت، بايت دائمًا.. جهازك لا يقيسها إلا بالبايت. أعتقد أنك بدأت تلتمس موضع الخللّ!
وحدة قياس سرعة الإنترنت التي تستخدمها الشركات في الدعاية والإعلان
الآن؛ لو عدنا بالزمن قليلاً وسألتك عن سرعة اشتراكك بالإنترنت عندما قمت بتسديد أول مبلغ، أو حتى عندما كنت تبحث عن سرعات مناسبة وتقارنها بين خدمات الشركات المتاحة في السوق. كم كانت؟ 4 ميجابايت، 25 ميجابايت أم 50 ميجابايت؟ في الواقع، أي من تلك الأرقام لا يهمنا هنا! لو أمكنك الرجوع إلى الإعلان أو المنشور أو الموقع الإلكتروني الذي رأيت عليه السرعة التي قررت الاشتراك بها، ولو أمعنت النظر بتركيز على اللاحقة لوحدة القياس إن كانت مكتوبة لوجدت أنها كانت "بت" وليست "بايت" كما قلت في السطور السابقة. أما إن كانت مكتوبة على شكل اختصار ستجدها "Mb" وليست "MB"، وشتان شتان بين هذا وذاك !
Mb تشير إلى ميجابت أما عندما تلحق البادئة M بـ B كبيرة فهذا يعني أنها بايت (MB). وبينهما ضاعت السرعة الي كنت تتوقعها
الوحدة التي تستخدمها شركات الاتصالات في عروضها وإعلاناتها ودعاياتها هي وحدة الـ "بت" وهي أصغر وحدة قياس في سلم الوحدات التي يتعامل معها الحاسب والعالم الرقمي وهي تعلم يقينًا أنها ليست وحدة القياس على أنظمتنا وأجهزتنا، أما الوحدة التي يستخدمها جهازك، في كافة أرجاءه هي البايت، لأن "البت" هو وحدة صغيرة جدًا للتعامل معها كمستخدم عام.
النتيجة
فعندما يكون اشتراكي بخدمة eLife من موبايلي مثلاً بسرعة 50 ميجابت للثانية (50Mb) ستكون السرعة الفعلية في جهازي (سواء كمبيوتر أو جوال أو أين كان) هي 50 مقسومةً على 8 أي 6.25 ميجابايت في أحسن أحوالها. لأن الفرق بين البت والبايت هو 8.
فتستخدم الشركات هذه الحيلة البسيطة أو المراوغة إن صح التعبير لجذب عامة المستخدمين، حتى أن الكثير ممن أعرفهم في الـ IT (تكنولوجيا المعلومات - Information technology) تمضِ عليهم هذه الحيلة!
لماذا لا تصل سرعة الإنترنت في جهازك إلى تلك النتيجة؟
الآن وقد عرفت لماذا لا تصل سرعة الإنترنت في جهازك لربع سرعة اشتراكك لدى شركات الاتصالات، إن أحببت الاستطراد أو وجدت بعدما حسبت سرعة الإنترنت الفعلية المفترضة في جهازك، أن السرعة الحالية في جهازك بالكاد تصل إليها أحيانًا وكثيرًا لا تصل لـ 80% من تلك السرعة المفترضة في جهازك. يمكنني أن أخبرك لماذا هي قليلاً ما تصل إلى تلك السرعة، وغالبًا تجدها أقل بقليل بحوالي 15 إلى 20 بالمئة. (الإجابة قد تكون متقدمة بعض الشيء لغير المتخصصين لكن ساحاول تبسيطها بعض الشيء بسرعة).
في الواقع؛ يعزى سبب عدم بلوغ جهازك تلك السرعة المفترضة إلى العديد من العوامل المؤثرة في سرعة الإنترنت لديك، ومن أبرزها:
1. تداخل الموجات اللاسلكية
2. تأثيرات معينة على الموجات اللاسلكية
3. المسافة بين جهازك ومصدر الإشارة (البرج إن صح التعبير)
4. الحمل على مصدر الإشارة Traffic (عدد المتصلين على البرج)
5. عرض النطاق - Bandwidth (قدرة نقل مصدر الإشارة للبيانات)
6. بعدك عن مصدر الإشارة المحلي (الراوتر في منزلك) وهو مرتبط نسبيًا مع النقطة 3
7. نوعية الكبل المستخدم في حالة الاتصال السلكي وطوله
كانت هذه من أكثر العوامل تأثيرًا وانتشارًا، وهناك أيضًا العديد من العوامل التي قد تؤثر فعليًا على سرعة الإنترنت الواصلة إلى جهازك. فعندما نقول أن السرعة الفعلية التي توفرها لك شركة الاتصالات 6.25 ميجابايت، لا يعني أبدًا أنها ستكون كذلك في جهازك، وسأتطرق إن شاء الله في مقالة مفصلة ومتقدمة بشكل مبسط لسبب تذبذب سرعة الإنترنت في جهازك.