مراجعة ابدأ لويندوز مع توجهات التقنية لعام 2021

 مراجعة ابدأ لويندوز مع توجهات التقنية لعام 2021

مع بداية عام 2021 وبداية العد لعقد جديد من التكنولوجيا بعد إغلاق عقد كامل شهد تطوراً أسياً على كافة محاور التكنولوجيا، شهد ولادة مفاهيم وهلاك أخرى أمام أخرى، تلقيت صباح اليوم تحديثاً مبكراً من مايكروسوفت لنظام ويندوز كون أني مشترك بـ Windows Insider الذي يخولك من تلقي تحديثات النظام أولاً بأول قبل اعتمادها وتعميمها على كافة المستخدمين، وبالتأكيد على حساب استقرارية النظام ستحصل عليها.


وبعد مراجعتي لهذا التحديث، قلت في نفسي "إلى متى يا مايكروسوفت"؟ فرتأيت بأن أشارككم هذه التدوينة بهدف الوقوف على محطات تطور نظام التشغيل العالمي الشهير ويندوز وتقاطعاتها مع آخر توجهات التكنولوجيا للعقد الجديد.


مفهوم Fluent Design

مع تطور نظريات وعلوم تجربة الاستخدام UI/UX قامت كبرى الشركات ببلورة مفاهيمها الخاصة لتجربة مستخدميها، فكل منهم تفرد بطرح مفهومه ورؤيته الخاصة لتجربة الاستخدام التي توفق بين التجربة المرئية والتجربة الوظيفية، بمعنى تقدم لك تجربة ممتعة مع أداء حسن، فتقدمت سامسونج بمفهومها One UI وتقدمت جوجل بـ Material Design، وتقدمت مايكروسوفت كذلك بـ Fluent Design في عام 2017.

ولكن.. فجأة توقفت عقارب الساعة عن الحركة في عام 2017 مع كبرى شركات قطاع التكنولوجيا في العالم، مايكروسوفت!


مع مضي السنوات، عاماً بعد عام، شهدت مفاهيم ونظم التصميم Material Design وOne UI كذلك كافة مفاهيم كبرى الشركات مثل آبل وغيرها الكثيرين، لا نقول تطوراً متلاحقاً، بل نقول قفزاتٍ متتابعة، شهدت جميعهاً تقدم مذهل بحق، بل اقتربت من الكمال والتمام، وباتت شبه مستقرة ومتسقة. ولكن؛ أين مفهوم مايكروسوفت المزعوم Fluent Design من السباق المحموم هذا؟


نسخة 21313

إلى الآن، من الشهر الثاني من عام 2021 مع إطلاق نسخة 21313 التجريبية من مايكروسوفت لم يتبلور مفهوم مايكروسوفت العملاقة في أي ركن من أركان نظامها، فلا يمكنك أن تعيش تجربة مفهومها Fluent Design لمدة دقيقة واحدة متصلة بين أرجاء هذا النظام المبعثر حقيقة الأمر، لن تجد سوى رتوشات ولمسات فنية بسيطة هنا وهناك وخاصة في تطبيقاتها التي تجاوزها العالم منذ عشر سنوات وهي لا تزال مصرة على إقاحمنا إليها، وبخاصة تلك اللعنة التي لا زالت تطاردنا من نسخة XP، ذلك المتصفح الذي أرادت مايكروسوفت إعادة ضخ الدم في جثته تحت اسم Microsoft Edge.


عملاق يجول بدون رأس!

إن مايكروسوفت اليوم في عام 2021 أقرب ما تكون في نظري إلى غول ضخم يجول في ساحة زدحمة بالعمالقة بدون رأس، فعندما تجد مؤسسة بهذا العمر والتجربة، وبكم الخبراء المفترض خلف شاشاتها، لا تزال تصر على إقحام متصفحها الرث كل عام تحت مسمى جديد ولون جديد كبديلٍ رسمي لمتصفح جوجل كروم العتيد، ولا تزال تصر على التمسك بتراثها الذي تخطاه العالم من تطبيقات وبرمجيات بدائية لا تقوى على منافسة صغار بدائل السوق، فإنك تدرك تماماً  بأن هذه المؤسسة تقطع أشواطاً على درب أفول نجمها، مالم تحدث ثورة حقيقة سريعة للعودة سريعاً إلى جادة الطريق.


من جديد Fluent Design

إن مفهوم مايكروسوفت Fluent Design الوليد، في نظري الشخصي هو أفضل الأطر الفنية والمفاهيم البصرية التي طرحت بحق خلال العقد المنصرم، وأنا على يقين بحجم الإتقان والفنانين الذين أفرزوه وقاموا بصياغته، لكن شتان شتان بين التنظير والتطبيق، فهنا حيثما سقطت مايكروسوفت. لقد أجادت الطرح والتنظير والتأطير لمفهومها لكنها أخفقت كلياً في إسقاطه عملياً وتطبيقه وتعميمه فكل أعمالها خلال هذه السنوات مجرد لمسات خجولة هنا وهناك لا تقدم أي جديد.

مايكروسوفت والمستقبل

إن ويندوز بصفته منتج مايكروسوفت الرئيسي ومعقل الرحى، لم يشهد قفزة حقيقة باعتقادي الشخصي على مستوى تجربة الاستخدام المقيتة مقارنة بنظيره من آبل على امتداد خط الزمان. وقد آن الأوان بحق لأخذ خطوة جدية من مايكروسوفت واستجماع قواها وجهودها المشتتة هنا وهنا على عشرات المنتجات والأفكار المبعثرة لإنتاج وإفراز أعمال ومنتجات إبداعية حقيقة مرغوبة، وإلا العجلة لن تقف كثيراً عند تاريخها المجيد، فلم يغني إرث نوكيا عنها شيئاً عندما فوتت الركب. وهذا ما لا نرجوه لهذا النظام الذي يعتبر أحد أصدقاءنا الأوائل في هذا العالم.

جميع الحقوق محفوظة © لموقع ابدأ - Ebda2 | نضيء عالمك الرقمي